“السودان /الخرطوم: كي نيوز”✍️ الدكتور عمر كابو…
قضاء مناع وقضاء عبدالباسط
كثيرون هم زملائي في الصحافة الذين ساندوني و آزروني ومنحوني الثقة في أن أواصل المسير كاتبًا ملتزمًا عبر الصحافتين الورقية والإلكترونية وأحاطوني بعناية وتقدير وأهدوني عيوبي حتى اشتد عود هذا القلم وعلى رأس هؤلاء أستاذنا وأستاذ الأجيال صاحب (ألوان) الحق والخير و الجمال الشريف حسين خوجلي متعه الله بالصحة وتمام العافية.
فقد ظل يحرض على أن القضاء خط أحمر عنده لايجوز المساس به متى استقام وتحصن بالاستقلالية رافضا في كل الظروف أن يتعرض له بالنقد أو التحليل أوالتقويم حفاظًا على هيبته وحماية لقداسته أذكر مما قاله لي: (هيبة الحكم وسنام أمره وأساسه قضاء عادل نزيه مستقل) ، ثم حكى: أن هتلر حين كاد أن يدك عرش لندن في الحرب العالمية الثانية سأل تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وزير عدله عن كيف يعمل القضاء فأجابه بأن كل شيء على مايرام وأن القضاء نزيه هنا قال له تشرشل إذن سننتصر ما دام العدل قائمًا ومادام قضاتنا يمارسون مهامهم بشرف وعدالة ومسؤولية.
وافقته الرأي في كل ما ذهب إليه جملة وتفصيلا وأكدت له بأنه ما من دولة تطورت ونمت وسادت العالم إلا ووراءها قضاء محايد ومستقل ونزيه فبريطانيا غزت العالم واستعمرته يوم أسست قضاء حرًّا نزيهًا محايدا ومستقلًّا بلغ استقلاله شأوًا عظيمًا مكن محكمة استئناف اسكتلندا من أن تقضي ذات تاريخ بأن (قرار رئيس الوزراء البريطاني يوريس جونسون بتعليق عمل البرلمان خمسة أسابيع غير قانوني) قرار اتخذته المحكمة بكل هدوء وأريحية ثم وقفنا مندهشين : كيف ألغى قاض فيدرالي (جيمس روبرت) كافة قرارات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة إلى أمريكا سامحًا للذين منعوا من الدخول للولايات المتحدة الأميركية بشكل طبيعي.
أكتب ذلك بين يدي حدثين :
الأول مشاهدتي لمقطع فيديو وجه فيه صلاح مناع اتهامات لاذعة وصادمة للقضاة ووكلاء النيابة دمغهم فيه بالفساد البين وهي تهمة بحق لايجوز السكوت عليها منهم فلابد من فتح تحقيق فيها ومساءلته عن هذه الاتهامات ومطالبته بكشف هؤلاء القضاة ووكلاء النيابة الفاسدين سيما وأن هذا الفيديو شاهده قطاع كبير من المواطنين لن يظنوا بعد اليوم خيرًا بالقضاء ولا النيابة العامة وشاهده رجال الأعمال في العالم ولن أتوقع أن يقدم مستثمر أجنبي واحد إلى السودان بعد أن سمع مسؤولًا سودانيًّا من على منصة رسمية يتهم القضاء والنيابة العامة بالفساد صراحة لا تلميحا ثم شاهدته أجهزة الخليج العدلية فهل نتوقع أن تقدم مرة ثانية للتعاقد مع قضاتنا وهم متهمون على لسان مسؤول رسمي؟!
وأما الحدث الثاني فإن محكمة مهندس عبد الباسط حمزة الرجل الوطني الغيور قد أصدرت حكمها بإدانته بعشر سنوات… حكم قابله الرأي العام باستهجان وازدراء شديد بعد أن أحاطت به ظلال سياسية حيث جاء مخالفًا للفقه القانوني و مدارسه العقابية التي ترفض تسييس العدالة واتخاذ العقوبة وسيلة للتشفي فأي منطق سديد وحكم رشيد إدانة رجل ناهز السبعين من عمره و الحكم عليه بهذه السنوات العشر الطوال حكمين في بلاغين مختلفين من قاض واحد.؟!
لقد أخذتم كل شيء وضيعتم كل شيء وأبدتم كل شيء فاتركوا للوطن قضاء يحكم بالعدل يؤسس لدولة القانون.
ليت أستاذنا العالم الجليل عبدالباسط سبدرات يتلو على الناس خطبة الدفاع لتعلموا براءة عبدالباسط حمزة هذا الرجل الوطني الغيور الذي منح الشمالية نبض شرايينه فأورقت واخضرت وازدهرت واحة من جمال، هو عندنا بريء لن يضره حكم فترة انتقالية تم تسييسها وغابت فيها كل قيم العدالة وانتهكت قداسة المؤسسات العدلية ولم تسلم سمعتها حتى من مثل صلاح مناع.
أستاذنا حسين خوجلي نحترم رأيك ونجلك ونقدره أظنك تقصد قضاء غير قضاء اليوم.
كابوية
عبدالباسط حمزة
كريم نبيل عزيز قوم لن يضره حكم ظالم صدر في حقه في زمان العدالة العرجاء والتي رأينا فيه تعرض المؤسسات العدلية لتسييس كامل وصل مرحلة فصل منسوبيها من القضاة والمستشارين ووكلاء النيابة بقرارات من أحزاب اليساريين…
هو إذن مهندس عبدالباسط حمزة تابعنا رفض الرأي العام الكامل لذلك الحكم الظالم الذي صدر في مواجهته…
هاهي آلاف الأكف تتوجه للقاضي الأعظم الذي يقص الحق في يوم تشخص فيه الأبصار أن ينتقم ممن ظلمه…
أيها العزيز أنت أعظم من كل افتراءتهم فستظل فينا أرفع من كل شك وريبة…