اكتسبوا عادات جديدة…
“السودان/ الخرطوم: كي نيوز“ بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …
الفرد أو الشعب الذي يدعي تنطعاً أنه لا يشبه بقية الأفراد أو الشعوب يعجز أن يتفق على كلمة سواء وأن يختار من بينه قائدا يتراضى عليه… نحن شعب لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب… ربما حديثو هذا لن يروق للكثير كعادتنا نحب المدح.
نعم فعلا نحن لا نشبهه بقية الشعوب لو كنا كذلك لمضينا بخطى ثابتة إلى الأمام.
كل منا يرى أنه أفضل من الآخر الخفير يرى أن أفضل من الوزير وأنه قادر على إتقان عمل الوزير وهو أكثر كفاءة وجدارة وهو في نفس الوقت غير قادر على أداء مهام الخفارة كما يجب وينبغي، مشجع كرة القدم يعتقد جازما أنه قادر على الاستفادة من تلك الفرصة التي أهدرها أغلى مهاجم كرة قدم في العالم لو وضع في مكانه لا ننظر إلى ما هو مطلوب منا لنتقنه ولا نقتنع بما لدينا دائما نظرنا إلى ما لدى الآخرين جازمين بأننا أحق منهم به، المواطن يلوم المسؤول والعكس كذلك وكل يهرب من ما هو مطلوب منه دون أن يحقق فيه نجاحات ولا يعترف بعدم قدرته على ذلك.
وعلى سبيل المثال نجد المواطن الذي ينتظر من رجل الشرطة حمايته يسخر من رجل الشرطة وتحتقره ونتاج لذلك يتولد شعور بالعداء المتبادل وكذلك هذا ما يحدث بين جميع أفراد المجتمع تجاه أي فرد فيه يشغل وظيفة عامة لأننا لا نعترف بالآخر ولا نحترم الآخر إلا في إطار العلاقات الاجتماعية وليس الوظيفية فتقديرنا لبعضنا ولما يقدمه كل فرد في المجتمع من جهد مكمل للآخر واجتهاد كل منا سعيا لأجل تجويد ما أوكل إليه من مهام رضاء بمهمته التي أوكلت إليه وإتقانها دون أن يحتقر ما يقوم به الآخرون ويدعى أنه الأفضل وأنه الأقدر ادعاء تجوفان عندها فقط يمكننا أن ننتقل إلى الأمام.
انظروا حولكم لتجارب الشعوب التركيز والاهتمام ببناء الإنسان المتخصص في مجاله لأن التخصصية تعني الإتقان في إطار حلقة متكاملة لا تحتمل التقصير أو التلاوم فأنت ترس محرك ضمن تروس هذه الحلقة أتقن ما يليك ليستقيم المسار ويستمر فل تكون الحلقة الأضعف تتوقف حركة نمو المجتمع بسببك ليس لشيء سوي أنك لا تتقن ما يجب عليك إتقانه وفي نفس الوقت ترى أنك الأفضل.
لكي نكون الأفضل ولا نشبه بقية الشعوب فعلا ليس قولا تخلصوا من العادات السيئة ركزوا على الجيد منها واكتسبوا عادات جديدة تميزنا حقا عن غيرنا من الشعوب.