“السعودية /الرياض: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …
المرأة عماد المجتمع
الموضوع ليس له علاقه بالهوس الديني كما يزعم البعض الذين يبحثون عن مبررات لدعواي التحرر من ضوابط الدين المعقد والعرف الحاثة على الخير المؤسس لدعائم مجتمع فاضل متهمين كل داع لها بالرجعية والجهل وعدم التحضر والتمدن والتخلف هجوما ليباعدوا بينهم ودعوة الحق سواءا كان ذلك قصدا او جهلا منهم .
إنما هي جزء أصيل من عادات تحكم المجتمع المسلم عامة السوداني خاصة تدلل علي اهتمام المجتمع والأسرة بالمرأة أكثر من الرجل من حيث الرعاية والوعي والإدراك التام باهميتها التي تتمثل في أنها الركن الأصيل في بناء الأسرة الصالحة حيث تمثل الأم مدرسة إذا أعدتها أعددت شعبا طيب الأعراق ومرجعية هذا الاهتمام هو معتقد سمح تنزل على الأمة ليحفافظ على طهر نشأة الامة المنوط بها اعمار الأرض.
و من هذا المنطلق نبع اهتمام الدين وهذا الأمر ليس في السودان فحسب فهو في جميع المجتمعات التي توصف بأنها مجتمعات محافظه وحتي في مرجعية الدين لم يكن الدين الإسلامي وحده الذي ركز أهمية الحفاظ عليها وصونها وحسن رعايتها وتنشئتها بل جميع الديانات السماوية التي تنزلت لكي تتنزل الأخلاق فيمآ نبيلة سامية تضبط سلوكيات البشر.
لقد أولى الإسلام المرأة اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم .
وردا على ادعياء ظلم الإسلام للمرأة نجده أي الإسلام أعلن عن قانون المساواة العادل والكامل الذي يعزز مكانة المرأة ويصون حقوقها أخرج الإمام الترمذي وغيره عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: «وما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء». فنزلت هذه الآية: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمٰتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنٰتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقٰنِتٰتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصّٰدِقٰتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصّٰبِرٰتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخٰشِعٰتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقٰتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصّٰئِمٰتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحٰفِظٰتِ وَالذّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذّٰكِرٰتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) {سورة الأحزاب: 35}
ولكل منهن لبنة تعتبر احد ركائز بناء الأمة وكذلك مهام ودور منوط بها القيام به الذي له عظيم الاثر على بناء الأسرة بناءا سليما في إطار حلقة جودة حياة الأسرة والفرد المسلم.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم(الدنيا خضرة حلوة، و إن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون! فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).رواه مسلم.
هذه الأحاديث واخريات كثر والايات تدلل على عظم دور المرأة في المجتمع وتعظبم الإسلام ادورها وبيان أهميته لذلك أمرنا رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحي ( فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) رواه مسلم
لذا من الأوجب علينا تعليم المرأة و تثقيفها وتفقيهها في الدين ورفع مهاراتها وقدراتها فاختلفت التحديات في الحياة العامة فلابد من تدريبها لتتقوي عليها وتتمكن من استقلال فرصها كذلك.
هناك الكثير المعترض على الاعتراف بدور المرأة في المجتمع رغم تدينهم الظاهر واخرون منادون بتحررها تحررا تاما مدعين التمدن والتحضر فالمعترضين و المتحررين بعيدون كل البعد عن هدى نبينا محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة وأتم التسليم، لقد كان النّبي صلى الله عليه وسلم، يخصص من وقته جزءاً لتعليم الصحابيات، كما للمرأة الحق في العمل، فقد كانت الصحابيات، رضي الله عنهن، يخرجن مع النّبي صلى الله عليه وسلم، في الغزوات، لغاية التمريض ولم يعترض الرسول على ذلك.
بل كانت المرأة حاضرة في المجتمع المدني إبان قيام الدولة الإسلامية في عهد رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” تشارك الرجل في العمل السياسي , والعسكري , والتجاري , والعلمي ,والاجتماعي …تسير معه في خط مستقيم , فنجدها حاضرة في مشهد البيعة , وساحة المعركة, وصلاة الجماعة ,وسوق المدينة…وقد سطر التاريخ الإسلامي مواقف فذة للعديد من الصحابيات بحروف من نور وخلد أسماء كثيرة يضيق المقال بحصرهن.
فالحديث عن بناءا الدولة بعيدا عن بناء الأسرة التي عمادها المرأة الصواب لم حالفه فسوف يختل ميزان الأسرة التي هي دعامة المجتمع وبالتالي ينهار المجتمع ككل وان ظهرت عليه علامات التمدن الجوفاء
.لقد ظلت المرأة المسلمة عبر الأزمان تصنع الرجال وتؤثل الأمجاد، ولن يصلح حال الأمة في الأخير إلا بما صلح به حالها في البدء .فاعتبروا ياأولي الألباب.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) {سورة النساء:1}