نقد متواضع لمسلسل سكة ضاع

أولا قبل نبدأ في النقد دعونا نشيد بهذا العمل الرائع والذي وجد متابعة حتي من خارج الوطن وقد احدث نقلة كبيرة في مجال الدراما السودانية فهذا العمل الذي شارك فيه ممثلون وفنانون شباب فتح قضايا اجتماعية حساسة في جرأة غير مسبوقة جعلته يتصدر اهتمام المشاهد فالنقد لا يأتي علي مستوى سوء الإخراج وجودة الصورة والصوت والحوار والإضاءة بالإضافة للفواصل وغيرها من النقاط التي نوجزها فى الاتي:أولا جودة الصوت:كثير من المشاهد خاصه التي يتم تصويرها في مقاهي او أماكن خارجية جودة الصوت سيئة ولا تكاد تفهم مع اللهجة المستخدمة والتي بالكاد يفهمها السودانيين فيجب تطوير هذا الجانب بما يتناسب مع المكان الذي يتم فيه التصوير كذلك هنا بعض الممثلين أصواتهم منخفضة مثل الممثل في دور زوج حنان “والد جوان” اغلب المشاهد والحوارات الخاصة بهذه الشخصية الصوت ضعيف وغير مفهوم.ثانياً المزامنة:من المعروف ان المسلسل بدأت قصته قبل حوالي 30 عاماً ولكن شاهدنا الهواتف الذكية سامسونج وايفون في بداية المسلسل أي في التسعينات ومعروف ان الموديلات المتوفرة في ذاك الزمان كانت اريكسون ونوكيا والكاتل ولم يكن هناك أي موبايلات ذكية لذا كان يجب مراعاة ذلك واستخدام موبايلات من ذلك العهد وكذلك السيارات الكورية الحديثة التي ظهرت في بعض المشاهد على شاكلة موديلات 2009 و2014 فكان يجب توفير سيارات قديمة منذ التسعينات وحتى الملابس وقصات الشعر فهي حديثه ولم تزامن مع جيل التسعينات.ثالثاً شخصية البطل:اجاد الممثل احمد الجقر الشخصية تماما وأبدع فيها برغم التناقضات في هذه الشخصية فهو قوي وشرس وطيب حنون وعاطفي ومرح وصارم وقاسي الا انه كان يجب إضافة بعد القيم والصفات الطيبة لشخصية البطل فشخصية البطل يجب ان تكون مسالمة محبه للخير كارهه للشر حتى وان كان المنبت سيئ وقد حاول كاتب السيناريو تجميل الشخصية في كثير من المشاهد الا ان جعلة المخطط والمدبر للجرائم والسرقات لا تتناسب مع دور البطل الذي سيكون قدوة لكثير من الشباب فكان لابد من جعل شخصيته مختلفة فلا يمكن ان يكون القدوة سارق ومدبر للجرائم ومجرم وحتى ان جاءت الشخصية كذلك كان لابد من اظهار الندم والتوبة والاستغفار وبعض التدين.كذلك بما ان الممثل احمد الجقر مطرب فنان كان لابد من ابراز تلك الموهبة في بعض المشاهد وجعلها تجمل هذه الشخصية أكثر كذلك من ناحية المواصفات الشخصية فكان لابد من بعض الإضافات للبنية الجسمانية باستخدام الفوتوشوب كالطول كما يحدث لبعض الممثلين قصار القامة.أفضل الشخصيات في هذا المسلسل والذي اجاد الدور تماماً هو شخصية “أبو الدبش” وهو الممثل الرائع هاني كابوس الذي ابدع وامتع وهو فاكهة المسلسل.كذلك الممثلة في دور “رشا” وهي الفنان روبي “رؤى كمال” التي ابدعت في دورها الرومانسي وتقمصت الشخصية بكل احاسيسها.ومن جانب اخر شددالمخرج هيثم الأمين على أن سر نجاح سكة ضياع وتفوقه على 4 مسلسلات سودانية أخرى تعرض في رمضان، هو الجرأة التي تحلى بها المؤلف في الخوض في الموضوعات والقضايا التي كانت محل صمت ولم يتمكن أي عمل درامي سابق من مناقشتها.ونبه إلى أن تناول القضايا في سكة ضياع بشفافية ووضوح يعود إلى مساحة الحريات المتاحة حالياً في السودان للعمل الدرامي والإبداعي مقارنة بالعقود السابقة.ودافع مخرج ومؤلف “سكة ضياع” الشاعر هيثم الأمين عن فكرة المسلسل ومضمونه، مشيراً إلى أنهم كفريق يتابعون ردود الفعل الناقدة التي قال إن بعضها يهدف للدعم والتطوير.وأضاف الأمين في حديثه “حاولنا عبر هذه الفكرة تسليط الضوء على عدد من القضايا المجتمعية، فنحن بحاجة لدراما تعكس واقع الشارع بما في ذلك الأمور المسكوت عنها، فنحن كسودانيين دائما ما نبحث عن ذواتنا في قضايا الشعوب الأخرى ومن هنا جاء سكة ضياع ليعالج قضايانا”.وتابع: “سكة ضياع موضوع واقعي مس قضايا الشعب السوداني، وهي تجربة ليس فيها خلل يضر بالمحتوى، ومحاولة أولى نأمل في استمرارها دعما للقطاع الدرامي ببلادنا”.وبدأ المسلسل بث حلقاته على يوتيوب وذاع صيته بعد حلقات محدودة قبل أن تسارع إحدى القنوات الفضائية السودانية وتتولى بثه إثر الاهتمام الذي حظي به.
أحدث أقدم