“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …
البعض و إدعاء الخيرية المطلقة
يعتقد البعض من بني البشر أنهم خير البشرية على الإطلاق دون حتى مجرد التردد في هذا الاعتقاد، وهذه المتلازمة التي يعاني منها بني صهيون تحديداً للأسف أصبحت إحدى سمات بعض من يمتهنون السياسة في وطننا الحزين… والأدهى و أمر أن هناك من يزين لهم هذه الخيرية المدعاة ولا يقبل فيهم النقد أو تصحيح الأخطاء.
وتغيب عنهم تماما حقيقة أن الإنسان خلق على جبلة الخطأ والصواب، كذلك القبول والرفض فطالما انك تنتمي الي بني البشر فأنت تخطئ و تصيب، انت مقبول ومرفوض كذلك، و لكي يحدث التوازن المطلوب عندما تصيب استمر و حسن وعندما تخطئ إعترف بالخطأ تراجع و أعمل التحسين والتصحيح لتمضى للأمام …
أحيانا كثيرة تجد افاعلنا القبول لدي الآخرين وأحيانا أخرى يكون الرفض لها (افعالنا)، وفي كلا الحالتين نحتاج إلى التوقف والتفكر في الأسباب التي أدت الي اي من الحالتين (القبول أو الرفض) ومثلما اننا نحتاج الي قبول الآخرين لنا فكراً وسلوكاً و نجتهد في ألا يحدث الرفض لابد من تبادل الفعل حتى نتمكن من إحداث التأثير المطلوب الذي هو أولى مهام اي سياسي جعل من السياسة مهنة له.
أما ان تظل رافضا لكل قول او فعل ممن هم حولك فقط لأنك تختلف معهم في المنهج، اذا كيف يمكنك أن تحركهم من مواقعهم التي هم فيها لتلتقوا عند نقطة سواء تخدم الجميع وذلك بإفتراض توفر رغبة الالتقاء تلك .
إن الحياة اخذ وعطاء فإذا أردت أن تأخذ دون أن تعطي هذه قمة الأنانية المنبوذة ولن يلتقي معك حتى الانانيون الذي ينتهجون نهجك نفسه.
ومن المستحيل ان يكون العطاء كذلك مطلقا دون اخذ او رجاء للأجر فإن لم يكن له مقابل في هذه الدنيا فتأكد انه ينتظرك هناك…. طالما أنك ملتزم بالقيم النبيلة في كل ما تقدم عطاءا دون من.
لم العالم يقدس الأفراد كما كان سابقا في عهد الظلمات و العبودية و النبلاء والاقطاعات، الان القدسية لجلائل الأعمال والإنجازات والتميز، فالخيرية المطلقة لا توجد في عالم البشرية الخطاءة الا بالتوبة والأوبة عن الخطأ وتصحيحه لا تبريره.
وكان وعد الله حقأ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} سورة آل عمران.
والاسلام حدد نموذج الخيرية بشكل واضح ما علينا الا الإلتزام بالنموذج الذي يعكس خيرية الإسلام وقيمه الربانية، لنكون بحق كما أكرمنا ربنا بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} لأجل هذا أرسل الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم للناس بشيرا ونذيرا وهداية ورحمة ومتمما لمكارم الأخلاق، ومكملا لما بعث به الأنبياء من قبله، وسمع الناس لأول مرة في التاريخ البشري فكرة الإخوة الإنسانية ((يا أيها الناس إن ربكم واحد)) ((يا أيها الناس إن أباكم واحد)). وسمعوا كذلك بمبدأ التعارف لأجل التعايش بينهم، من غير تمييز إلا بالاستقامة والعمل الصالح، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات.