في ظاهرة مناخية لم تعتد عليها شهدت عدة دول خليجية أجواءً صيفية ماطرة برغم الجفاف المزمن فيها. وهذه الأيام يشهدها الخليج أمطاراً دفعت السلطات المختصة في كافة الدول إلى إطلاق تحذيرات من هطول أمطار رعدية تكون ما بين متوسطة إلى غزيرة على مناطق تؤدي إلى سيول، على غرار ما شهدته عمان والإمارات والسعودية والكويت واليمن مؤخراً.في مارس (آذار) 2006 جاء في دراسة أصدرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أنَّ منطقة الشرق الأوسط تعيش أسوأ موجة جفاف منذ 900 عام. وحتى العام الماضي لم يتحسن الوضع، بل إنَّه يسير نحو الأسوأ. ووصفت الإمارات، عبر مركزها الوطني للأرصاد، العام الماضي، بأنَّه الأكثر جفافاً خلال الـ19 عاماً الأخيرة.ووسط حالة الجفاف الشديد في العالم العربي، تبدو الأمطار الصيفية الغزيرة غير المعتادة محيرة للكثيرين، لكن نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، يبدّد هذه الحيرة بتفسير علمي،: «ليس معنى هطول مطر كثيف أنّه لا يوجد جفاف شديد، ذلك لأن شدة المطر وشدة الجفاف، هما من (الظواهر المناخية الجامحة)».وتوقعت دراسة نشرتها دورية «ساينس أدفانسيس» في 28 يونيو (حزيران) 2017 أنَّ هذه الظواهر ستكون أكثر تواتراً، بسبب تأثيرات التغيرات المناخية التي تسبب ما بات يعرف بظاهرة «الاحتباس الحراري»، وما ينجم عنها من ارتفاع في درجات الحرارة، وهو ما سيجعل من تكرار تلك الظواهر الجامحة «الجفاف الشديد والهطول الكثيف للأمطار»، أمراً معتاداً، وقد يتسبب ذلك في إلحاق أضرار بالغة بالقطاعات الزراعية الاقتصادية، ما لم يكن العالم مستعداً بالقدر الكافي لمواجهة تلك التهديدات.