مسارات موجبة


“السودان /الخرطوم: كي نيوز”✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …

قنديل العدالة المفقود

من الملاحظ  سلوكيات العامة في سودانا الحبيب هذا الذي فضل حديث الناس عن العدالة المفقودة وكأن الذي واجب عليه تنزيل هذه القيم في المجتمع هو وحده القادر دون غيره فعلا، في الوقت نفسه تجد كل منا يمارس الضد بمجرد ان يدين الأمر له والعدالة هنا يكون لها معناً آخر..

ويجب أن نتذكر قوله تعالى ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)النساء

العدالة المطلوبة في السودان لا تتجزأ بل مطلوبة مكتملة الأركان، والحديث عن العدالة ليس مجرد شعار يرفع عندما يدين الأمر لي ويتم تناسبه عندما يكون للآخرين  فالقيم هي القيم والأخلاق هي الأخلاق لم تتبدل المعاني ولن تتبدل يجب أن تتضافر الجهود لأجل بناء مؤسسات دولة حقيقية تحفظ حقوق المواطن دون استثناء ليتمتع بالمواطنة الحقة وان يكون موضوع العدالة والحرية بعيدا كل البعد عن المزايدات السياسية لان العدالة هي أساس الحكم..

هذا أن أردنا فعلا للوطن ان ينهض من وهدته ويخرج من نكسته ونكون مثل شعوب العالم ننافس ونتنافس في مجالات التنافس كافةً، إنتاج مادي ومعنوي زراعة وصناعة ورياضة وثقافة وتكنولوجيا الخ ..

أما إذا لم نفعل وأرجو أن نفعل و ان ييسر الله لنا الأمر حتى لا ينهار الوطن فلا يجد المواطن هذه الصفة (مواطن) فيتحول الي لاجئ وكل ذلك سوف يحدث ان ظللنا نتبع طرق الكيد والاكيد المقابل، كونوا على يقين اذا لم تتحقق العدالة في المجتمع والتي تنبع من وعي المواطن حاكما ومحكوما و كل له دور يجب أن يؤديه عندها سوف نجد حتى مساحات للتحسر على الفرص الضائعة.

للعلم المساواة ليست عدالة والاثنين مطلوبات في هذه الحياة  والظلم ظلمات وكل شخص في هذه الدنيا مسؤول عن نفسه وعن سلوكه وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، وليس مع المجموعة فانتبه لفعلك وحاسب نفسك قبل أن تحاسب…

ليس من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة ان تستنكر على الاخرين شي لم توفق انت في تطبيقه في مثل هذه الحالات ان كنا حريصين على فعل الخيرات حقيقة بعيدا عن حظوظ النفس الإمارة بالسوء يجب أن نسعي بين الناس عدلا وحقا وان كان على أنفسنا على نرسخ هذه القيم في المجتمع سلوكا يتبع ومؤسسات تنفذ وتراقب.

ما أسهل التشدق بالمفردات والادعاءات وما اصعبها عندما تستوجب التنفيذ، فالعدالة ليست قنديل مفقود بل هو موجود فقط يبحث عن من يوقده ويتحمل نارها لبهتدي بنورها.

أحدث أقدم