مسارات موجبة


بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …

الفتوى ضوابط بناء الذات المجتهدة

الاجتهاد في ما يتعلق بأمور الفقه في الدين ليس مطلقا و حبلها ليس على القارب فهي مشروطه وفقا لشروط التكليف و الفتوى….

يتطرق البعض للقرآن بتفسير المعاني دون الإلمام التام بحفظه وفهمه ومعرفة اسباب و زمن وبيئة نزول الآيات مع الاصرار على عدم مراجعة ارائهم التي يدعون انها فتوى ولا يستدركون ان العلم هو أساس الفتوى في كل كبيرة وصغيرة… قال تعالي (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)  [الأعراف:33]

حتى العلم يجب أن تتعدد مصادره لتسهل عميلة المقاربة والمقارنة بين المفاهيم وما هو مستحدث من أفعال  وسلوك وربطها بما سبق وفقا لاجتهاد موضوعي لا ينكر ما سبقه بل يفسر ويشرح ماسبق وفقا للحاضر المتجدد… قال تعالي ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ )[يوسف:108]

مسألة إنكار السنة جملة وتفصيلا والتحجج بأننا لم نسمع من الرسول وانها منقوله دون تمييز رغم ان  هذا النقل مميز ومنقح وان القرآن نفسه الذي يفصلون عنه السنة في التفسير وصلنا منقولا متواترا بالحفظ وهو وحي تنزل على رسول الله محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ولم يتنزل علينا نحن وحيا مفردا وهذا القرآن الذي نؤمن به أمرنا بطاعة الرسول على أفضل الصلاة وأتم التسليم في أكثر من موضع في القرآن الكريم “من يُطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً” (النساء: 80) “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولّوا عنه وأنتم تسمعون” (الأنفال: 20)“قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولّوا فإنما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين” (النور: 54).

ان محاولات صناعة الذات المتفرده في الاجتهاد لا تتاتي برفض ماهو قائم من اجتهاد سابق و تسميته بالتراث او التراثيات وإنما بالاجتهاد في ربطه بالحاضر وفقا التغييرات الزمان والمكان وظهور بعض المستحدثات التي تتطلب الاجتهاد بعيدا عن الغلو والتطرف و طرح الاراء الشاذة التي تؤثر على الاعتقاد الصحيح المبنى على الإيمان بالله ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ (النساء: 136).

فلكي تتمكن من بناء كاريزما الذات المجتهدة المتمكنه حجة ومنطقا يجب أن  تستوفي الشروط الواجبة بتمكن وإتقان لان موضوع الفتوى موضوع تترتب عليه كثير من المسائل الشرعية التي تنقل فاعلها من الحلال الي الحرام و العكس وهنا انت المسؤول الأول لأي وزر يترتب على ذلك ومن تبع فتواك.

امر الفتوى امر عظيم في نفعه وضرره معا وحتى نحقق النفع ونتجنب الضرر يجب أن نتقن العلم ونتمكن منه قبل أن نطلق لاقلامنا العنان تكتب على هواها.

جاءت السنة مفسره و مثبته لكثير من آيات القرآن فعلا وقولا وهذا ما يجب أن نؤمن به إيمانا قاطعا مع التثبت من الصحة لأننا مأمورون باتباع الرسل و الإيمان بهم والكتب التي أنزلت عليهم وهم من علموها ونقلوها و فسروها  في كل ما استشكل فهمه وتفسيره.

قال تعالي  ﴿وَلَاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾[ سورة النحل: 116].

أحدث أقدم