مسارات موجبة


“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …

وما زال حرب إلا تحذير ونذير

إن الذي حدث وما زال يحدث في السودان وأرجو ان لا يستمر أمر يحتاج متا للمراجعة والتذاكر والمناصحة والمنافحة

إذا لم نراجع علاقتنا بربنا ونتوب إليه ونستغفر من ذنوبنا لن يتحقق سلام ولا أمن ولا أمان في السودان.

اتقوا الله في وطنكم وأهليكم وأنفسكم قتل ودمار وحرق وتشريد وسرقة ونهب وسلب واغتصاب أي ابتلاء هذا الذي حل على الوطن وأهله… أليس كل ذلك كاف لكي نتذكر ونتعظ.

إنه مما كسبت أيدينا بعدنا عن الله وعن الالتزام بأوامره وعن اجتناب نواهيه، أنه غضب الله علينا وتقصيرنا في جنب الله سعيا وراء نعيم دنيا زائل لم ولن يتمتع به أحد، ومصيرنا جميعا إلى قبر لا يتعدى الشبر ورقعة قماش نكفن بها ثم يهال علينا التراب وحينها ينفض الناس عنا فلا أنيس لنا في وحشة القبر إلا عمل صالح وقلب سليم، وحتى الذين انفضوا لهم موعد لن يخلفوه وكفى بالموت واعظا أن كانت هناك قلوب واعية مدركة لمالات الأمور .

قال تعالى : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) الأنفال، أنها  فتنة المال وفتنة السلطة وفتنة النساء هذه الفتن التي حذرنا الله كنها وحذرنا الرسل صلى الله عليه وسلم منها كذلك ولكنها الفتنة لم نحذر ولم نتعظ حتى من انطبقت عليهم الآيات لم نتعظ بل مازلنا نكابر نحن أفضل من اؤلائك.

أي أفضلية هذه التي نتحدث عنها لا فضل لأحد على أحد لا تميز في الصفات ولا في الجنس ولا حظوة المال والجاه وإنما هي تقوى القلوب كما أخبرنا الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم، لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ – : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ(الألباني).

هل نحن مسلمون حقا هل عصمنا أنفسنا من الخوض في أعراض الناس وسلمت ألسنتنا منها، هل عصمنا أيدينا من دماء المسلمين وسلمنا أيدينا وكففناها عن أذيتهم قتلا وسلبا ونهبا واغتصابا وفعلا كل ما يتنافى مع الطبيعة السوية للإنسان ومع قوله صل الله عليه وسلم المُسلِمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده، والمُهاجِرُ مَن هجَرَ ما نهى الله عنه))؛ متفق عليه.

إذا لم نكن ملتزمين بكل ما سبق فماذا ينتظر من الله أن يفعل بنا هل نحن مدركون لمعنى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) ﴾ (الفجر) وكان الخطاب لسيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا أن ما حل بساحتنا السودانية خاصة والإسلامية عامة إنما هو ابتلاء من رب العالمين وعقاب نتاج ما اغترفت أيدينا وتذكير وتحذير ونذير لكي نؤوب ونرجع إليه وتذكروا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)(التحريم)

أحدث أقدم