“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …
الغرب وحرب السودان (صناعة الإطار)
الغرب هنا رمز معلوم للجميع وهو يمثل ما يدعي بالقوى العظمى ورسمت إطار اول لبقية الدول واسمتها دول العالم الثالث، العظمة لله وحده من قبل ومن بعد ولا عظمة فوق عظمة الله لمخلوق؛ مهما علا فهو العظيم ونحن عبيدة واجب علينا التسليم والطاعة مع بذل الأسباب.
وحرب السودان ليست هي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من أبريل ولم تنته بعد ولن تنتهي وإنما هي حرب بدأت منذ تأسيس الدولة السودانية الحديثة والبعض يؤرخ لما قبلها والتي يؤرخ لها بغزو اسماعيل باشا للسودان ولكن السودان تاريخيا لم يكن بعيدا عن حتى الحروب الصليبية والتي لم تنته بعد فقط هي تتجدد وتتجدد معها الآليات والوسائل وكل ما خمد اوار الحرب صبو عليها مزيد من الزيت تزداد اشتعالا وياليتهم صبوه بأيديهم بل بأيدي اهل السودان أنفسهم من باعوا ضمائرهم أنفسهم بأثمان بخسة وبوعود كذاب…
أما الإطار فهو ما يعرف لغويا انه كل ما يحاط بالشيء من الخارج او هو نطاق محيط بمساحة محددة ومن اكثر التعاريف ملاءمة لواقعنا الحالي هو مَجموع الظُّروف الَّتي تُوافق حدثًا أو أمرًا، فتُكْسِبه قِيمةً خاصّة وتُضْفي عليه دَلالة مَعْنَوِيَّة.”إطارٌ تارِيخيّ، سِياسيّ، أخلاقي، الخ”
لقد صنع الغرب العديد من الأُطر التي وضع فيها العالم الإسلامي لتفكيكه، ولأجل سقوط الخلافة العثمانية وكان اول إطار هو فساد الدولة العثمانية وضرائبها الباهظة، لقد افرغوها من محتواها الإسلامي واسموها الخلافه العثمانية بدلا من الإسلامية وقبل المسلمون بهذا الإطار الذي صنع لهم وحُصِروا فيه حتى لا يخرج آي منهم الي خارجه ويدرك حجم الخديعة التي فككت الخلافة على وعود كاذبة وزعم مضلل فتحولت الدولة الإسلامية الواحدة الي دويلات سهل علي الصليبين احتلالها.
ثم وضعت كل دولة من الدولة الإسلامية داخل إطار سياسي جغرافي تنازع كل دولة الأخرى فيه وتقاتل كل دولة الأخرى ويستمر النزاع والاقتتال وتستمر الحروب وبدلا من ان يتسع الإطار يزداد ضيقا…
ثم كان الإطار الأكثر ضيقا وغابت العقول بداخله دون وعي وادراك هو ذلك الإطار الذي أوجد القومية العربية وأعادها لما قبل الجاهلية فكان إطار الجامعة العربية الذي فصل ما تبقى من الدول الإسلامية بهويتها العقدية الايمانية المسلمة الي هويه ذات دلالات عنصرية أعادة المجتمع الي عهد الجاهلية البغيضة ونظرات التعالي من بعض الدول لبقية الدول العربية التي تعاني من الفقر وليست لها ثروات او تقع ضمن خط الحزام العربي الأفريقي.
أما السودان فصنعت له أطرا كثيرة حتى إذا ما خرج من إحداها تحد وعزيمة دخل في إطار اخر مغصوبا دون أن يكون له الخيرة من أمره مهما أجتهد لوجود ممسكين من أبنائه بمنافذ تلك الأطر حتى استشكل عليه الخروج وصعب عليه الصمود وينتظرون انهياره.
الإطار الأول كان هو إطار الطائفية المصنوعة لأجل خدمة المستعمر أثناء وجوده ومن بعد خروجه تبعية عمياء للأمر والتنفيذ بضمان استمرار الحكم والسلطة تبادلا لا تنازع مع حفظ التوازنات السياسية.
مع تنامي الوعي لدي عامة الشعب وبدايات الانفتاح على العالم وظهور اهل اليسار الذين كان الغرب يعتبرهم أعداء له كان لا بد من صناعة إطار اخر وهو إطار القومية العربية والقوميين العرب ومحاربة الماركسية والشيوعية التي تمددت في العالم العربي بصورة واضحة وكان للسودان النصيب الأكبر من مساحة الاحتواء داخل هذ الإطار الذي امتلأ بالنزاع بين الطائفية وأهل اليسار ثم كادت جدر هذا الإطار أن تنهار بظهور التيار الاسلامي ممثلا في جبهة الميثاق الإسلامي والذي بدأ يتمدد بسرعة اخافت صانعي الأطر وفقا لما يعمل على ضبط مسارات الدول على خطوط سياساتهم بما يخدم مصالحهم دون النظر الى مصالح مواطن السودان وبين ما هم يخططون لتعديل اطرهم وفقا للمتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور التيار الاسلامي كقوة بديله وضعت في إطار العداء من قبل الصهيونية العالمية فكان إطار الإرهاب يجهز له بهدوء حتى اكتمل واكتمل به دائرة التأمر الدولي التي ختمت بتبعات ما سمي بالربيع العربي المصطنع لأجل أحداث تغيير جذري في المنطقة وكان الإطاري هو آخر إطار ادخل فيه السودان وهو أضيق الأطر الصنعة له ووضع فيها….
رغم الاجتهادات السابقة التي مكنت السودان الخروج من تلك الأطر التي وضع فيها بأقل الخسائر نجحت بعضها وفشلت أخرى بفعل أبناء جلدته أنفسهم إلا أن هذه المرة كان الأمر محكما ليس لبراعة صانع الإطار ولكن لضعف من وضع بداخله.
هل من قوة تخرج السودان واهله من هذا المأزق؟ نعم اصنعوا لكم اطارا خاصا بكم عازلا لكم من الأعداء واجعلوا جُدره هي الوحدة والإخاء والمحبة والسلام بعيدا عن الحرابة والاقتتال تعيشون في أمن وطمأنينة وأمان.