شنت مقاتلات تابعة للجيش السوداني غارات على مواقع لمليشيا الدعم السريع المتمردة في الخرطوم، بالتزامن مع اشتباكات في العاصمة وغرب دارفور وشمال كردفان، فيما توعد مساعد قائد الجيش “بتدمير” مليشيا الدعم السريع المتمردة في المرحلة المقبلة.
وأفاد مصادر بأن طائرات حربية قصفت مواقع لمليشيا الدعم السريع المتمردة في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم.
وبث ناشطون مقطعا مصورا لقصف جوي استهدف مواقع لمليشيا الدعم السريع المتمردة في أم درمان غربي العاصمة.
وقال مصدر صحفي إن أصوات أسلحة ثقيلة سمعت في وسط وجنوب الخرطوم، تزامنا مع تحليق لمقاتلات حربية في أجواء العاصمة السودانية.
وفي مقطع مصور بالصفحة الرسمية للجيش السوداني على فيسبوك، قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة إن الجيش يتقدم بثبات نحو أهدافه المخطط لها.
وتوعد العطا مليشيا الدعم السريع المتمردة بأن الجيش سيعمل على “تدميرها” في المرحلة القبلة في كل مكان توجد فيه، بما في ذلك المنازل التي تسيطر عليها.
وفي تطور ميداني آخر، اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأدت الحرب المندلعة منذ 15 أبريل المنصرم، إلى تشريد 2.2 مليون شخص من منازلهم وتدمير هائل للبنية التحتية وتدني الخدمات وارتفاع أسعارها.
وقصف الطيران الحربي أحياء في الخرطوم وأم درمان، فيما ردت مليشيا الدعم السريع المتمردة عليه بالمضادات الأرضية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال في الأبيض بولاية شمال كردفان، وهي مدينة حيوية تربط العاصمة الخرطوم بمناطق كردفان ودارفور.
وهاجمت قوة من مليشيا الدعم السريع المتمردة مقرات الشرطة وجهاز المخابرات العامة في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان.
وتداول السودانيين مقاطع فيديو، تُظهر فرد من الجيش يقتل أحد عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة بـ “سكين”، فيما حذر الأخيرة من أن يؤدي هذا الفعل إلى حرب أهلية.
وتتعاظم المخاوف من انزلاق البلاد إلى قتال إثني على غرار ما يحدث في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، التي اُستبحيت بالكامل من مليشيا الدعم السريع المتمردة ومليشيات مُساندة لها، وفقًا للوالي خميس أبكر قبل اغتياله.
واتهم الجيش مليشيا الدعم السريع المتمردة باغتيال خميس، فيما حملت الأمم المتحدة وقوى سياسية مسؤولية قتله إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة التي نفت ضلوعها في مقتله لكنها أقرت بفشلها في حمايته بناء على طلبه.
ويخشى أن ينخرط السودانيين في عمليات واسعة لتصفية الخلافات العشائرية والقبيلة، بالعنف الشديد في ظل انتشار السلاح وانعدام الأمن وتفشي ثقافة الثأر والانتقام.
وفي غرب السودان، تتواصل الاشتباكات كذلك في بلدة أديكون بولاية غرب دارفور المحاذية للحدود مع مدينة أدري التشادية.
وتدور الاشتباكات بين مسلحين موالين لوالي غرب دارفور الراحل خميس عبد الله أبكر، وآخرين موالين لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقد استقبل مستشفى أدري في تشاد أمس أكثر من 100 جريح من اللاجئين الذين نزحوا من المنطقة عبر الحدود.
وكان والي غرب دارفور قد قتل رميا بالرصاص بعد اعتقاله في مدينة الجنينة مركز الولاية، من قبل مسلحين تابعين لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقد رفضت مليشيا الدعم السريع المتمردة مزاعم القتل، ودانت الحادث الذي قالت إنه جاء في إطار صراع قبلي، متهمة الجيش بالمسؤولية لأنه يسلح أحد طرفي النزاع القبلي، على حد قولها، داعية إلى التحقيق في الأحداث الجارية بالولاية.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، قتل المئات وتشرد عشرات الآلاف من سكان دارفور جراء الاشتباكات التي باتت تأخذ بشكل متزايد طابعا قبليا وعرقيا.