“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …
القرار بين أخطاء التحليل ومبررات الفشل
تظل ومنهجيات تحليل المشكلات هي الأساس العلمي الذي يجب أن يرتكز عليه أي قرار قبل أن يتخذ بصوره نهائية مع تذكر أن أي قرار تترتب عليه مسؤولية وتكلفة وحقوق وواجبات.
واتخاذ القرار في حد ذاته اذا لم تسبقه صلاحيات كافية و عملية تحليل سليمه مع الاعتراف بنتائجها سوف سوف تنتج عنها قرارات غير سليمه وبالتالي بدلا من ان تحل المشكلات وتعالج سوف تتفاقم وتتضخم و عندها مالم يتصف مأخذ القرار بالقدرة على الاعتراف وتحمل المسؤولية سوف يجتهد للبحث عن المبررات والهروب من تحمل المسؤولية… و للأسف هذا ما يحدث الان في الساحة السياسية السودانية مع الاصرار التام على اتباع نفس الطريقة التي لن تؤدي إلى نتائج مغايره بل نفس النتائج وبتكاليف أعلى.
اذا أردنا فعلا ان نحدث التغيير الايجابي لأجل تطوير هذا الوطن ومعالجة قضاياه.. علينا أن نغير من طريقتنا في التفكير والتحليل مع الاعتراف بالأخطاء والاجتهاد في علاجها وعدم تكرارها حتى نستطيع أن نخرج من هذا النفق المظلم الذي لا ضوء في آخره بل مزيد من العتمة… ليست عتمة المكان فحسب بل عتمة العقول والانفس و الضمائر التي لا تعرف سوي الأنانية المطلقة أنا او الطوفان.
تظل قضايا السودان واضحة و تظل الحلول اكثر وضوحا اولها ان نخرج من إطار الأنا الضيق الي واسع الكل نحن الموافِقة على أن السودان وطن واحد يسع الجميع و المتراضون على كيفية الحكم لإحقاق ورفع الظلم ومن ثم عندما تكتمل رؤية كيف سوف تتجلى كثير من الحلول لبقية القضايا.
لابد من تذكر ان حياة البشر قائمة على التراضي وليس التناحر والتنافر والاقتتال بل تنافس طيب في فعل الخيرات ابتداءا من الدين الذي انزله الله تعالى لينظم به حياة العباد ويحفظها وهو قرار متروك لصاحبة ان يختار بكامل وعيه… و القرار يترتب عليه تبعات ومسؤوليات لذا علينا قبل اتخاذ القرار ان ندرسه جيدا ماهي القيمة المضافة التي سوف تتحقق لنا أو علينا ولمن حولنا… وهل يعتبر القرار اغتنام فرصة تعالج فينا ضعفا أم التغلب على تحدي من التحديات بما نملك من قوة… هذا على المستوى الشخصي فما بالك على مستوى الدولة التي لسنا فيها وحدنا بل حولنا ومعنا ملايين البشر سوف نسأل عنهم يوم القيامة…
فكروا جيدا قبل اتخاذ القرارات المصيرية فعواطف الانتماء وحدها غير كافية والولاء دوما يكون للحق ولو على انفسنا حتي تمضي مسيرة الإصلاح الي مبتغاها وطن يسع الجميع عيشة عن تراضي او فراق بإحسان دون أن ننسى الفضل بيننا ويظل حسن الجوار هو الفيصل.