مسارات موجبة


“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …

هل حمدنا الله حقاً

قال تعالي في محكم تنزيله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (7)سورة إبراهيم

دعونا نتأمل هذه الآية وكل آية من آيات الله الا و هي معجزة بذاتها ولذاتها الآية واضحة القول بينة المعنى لا لبس و المراد من ايرادها هنا أن نقف مع ذواتنا قليلا مستبصرين عظمة الله وعظمة آياته وعظمة ما نحن فيه من نعم أنعم الله علينا وضللنا طريقنا الي الشكر فكان الكفر هو ما وسمنا به فسامنا شديد العذاب.

فحالنا ومآلنا الذي نحن فيه وما كنا فيه وما سوف نكون حديث يحتاج منا الي صدق وأمانة نجدد فيها النوايا بأن طاعة الله هي الأوجب فوق كل شيء وأن كل شيء يحدث لنا يجب أن نرده الي الله ونستصحب معية الله فيه نتعلم ونتعظ مهما كانت الكلفة لان ما نحن فيه بسبب تقصيرنا في جنب الله وهو جانب الحمد اولا يقول تعالي في سورة الشورى وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30).

الكثيرون يحدثونك عن كيف كان السودان قبل جيله الذي هو فيه ويتدرج الحديث حسب الاجيال عن عظمة السودان والنعم التي كانت تحف أهله وان ذلك الجيل كلن عهده افضل ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل حمدنا الله حقا وشكرناه على جزيل نعمائه علينا.

ان الإجابة صادمة حقا لم نشكره ولم نحمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه بل كان السخط هو ديدننا الدائم في كل حال وان جاء الحمد جاء استثناءا من باب المجاملة ويكون السؤال كيف حالكم فمن الأوجب ان تكون الإجابة الحمد لله في نعم وستر من رب العالمين اللهم أنعم وزد وبارك ولكنها تأتي معاكسة تماما يأخي دي حاله دي دي عيشه دي زي الزفت وان جاء الحمد فهو يأتي بعد التذكير غايتو الحمد لله ولا اقول الكل ولكنه حال الغالب.

وهكذا كل ما كرت السنين قلة البركة في كل شيء الرزق والعمر والصحة والذرية والامن والأمان والسلم والسلام حتى القيم والأخلاق وذلك نتاج ضعف التدين في نفوس الناس.

ومع تدرج ضعف الإيمان وقلة وانعدام الحمد ذاد العذاب في الدنيا وتضاعف بالتدرج كذلك بدأ من ضنك العيش وانتهاء انتشار الفساد في الأرض قتلا ونهبا وسلبا واغتصاب وانتهاكا لكل الحرمات.

اتقوا الله وكونوا عباد الله اخوانا الله اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وتذكروا انه القائل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (5)سورة الشرح.

أحدث أقدم