مسارات موجبة


“السودان /الخرطوم: كي نيوز” بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد …

الخارطة ليست هي الواقع

وحديث عن السودان الذي عندما نتحدث عنه هناك مفردات كثيرة تتبدل معانيها لتوائم واقع الحال الذي من المحال ان نجد له شبيه اخر حيث لا نسخة أخرى هي واحده فقط وهي الأصل الذي يصعب ان تضعه في ماكينة التصوير لتحصل على نسخة أخرى مشابهة او قريبة الشبه له.

نعم الخارطة ليست هي الواقع عبارة كل مفردة منها منفصله لها دلالاتها ولكن مجتمعه لها معنى اخر مهما فصلنا في التفسير، و لشرح موقع هذه الخارطة على اطلس الإنسانية لما وجدتها كما هي  عندما تعيشها واقعا ويتجسد عندك المثل ليس من رأى كمن سمع.

يظل السودان واقعا لا يشبه أي خارطة لا يمكن أن  ترسمها له فهي  لن تمثل الواقع الذي تبدل بين يوم وليلة لان بعض من لا ينتمي لهذا الواقع رسم خارطة أخرى له واجتهد لكي يجعلها واقعا لمكونات أخرى لا تنتمي لهذا الواقع فهي بعيدة كل البعد عن أخلاقه وقيمه وعقيدته وروح انسانه الطيبة المتسامحة جاءت هذه المكونات غريبة الشكل والطبع والسلوك ولا يحق لها الانتماء اليه واقعا رغم الادعاء بانتمائهم اليه وفقا لخريطتهم التي رسموها.

إن الخريطة التي يجتهد بعض من يعتقدون زورا أنهم ينتمون لهذا الوطن لرسمها من جديد وفرض واقع بعيدا كل البعد عن إنسانه وطبعه و سلوكه وعقيدته يستحيل إمكانية وضعها في اي اطلس يحترم انسانية البشر.

الحقيقة التي يسعى البعض جاهدا أن يجعل الشعب السوداني يستجيب للخرائط التي رسموها هم في اذهانهم محاولين صناعة واقع جديد مما يدلل على أنهم حاولوا رسم خارطة ذهنية عن شيء لا علاقة له بواقع السودان، و للأسف البعض يتعامل مع هذه الخارطة المتوهمة.

إن حقيقة واقع السودان بكل معطياتها لايمكن تغييرها اومحوها وهي حقيقيه راسخة في أذهان  أهله لذلك ليس من المستغرب ان تختلف مفاهيم أهله واقعا معاش و مفاهيم الغرباء عن كيان هذا الوطن و واقعه الذي يتكون من محتوى قيمي وأخلاقي نبيل ليس لهم منه نصيب.

اذا ماذا علينا أن نفعل لكي نحافظ على واقعنا دون تمكينهم من فرض خارطتهم تلك علينا التحكم في مسارات القيم والأخلاق ولا نستقبل الا ما نريد من الافكار الايجابيه و الحقائق المطلقة بعيدا عن أي تأثيرات خارجيه حتى لا تفرض علينا خارطة تحدد لنا واقع جديد .

كذلك علينا تقبل الاخرين كما هم بعيدا عن محاولات خشنة لتغييرهم لان هذه هي نظرتهم للواقع واذا اردنا استبدال سلوكياتهم لابد من تغيير الخارطة المرسومة لديهم في عقولهم للتمكن من نقلهم الي واقع الوطن.

يظل الوطن واقعا لا يشبه ما يجتهدون في رسمه من خارطة مصطنعة بعيدة عن واقعه المعاش رغم ان التشويش مستمر.

خارطة السودان التي تتشكل الأن تتشكل من لونين فقط لون اسود غاتم للحدود واحمر قاتل للمساحات بعد ان كان الأخضر الذرعي هو الذي يظلل المساحات في تلاقح تام مع الأبيض الناصع قطنا مثمر وحقول تتدفق ذهبا اسود وحمرة غانية تعبر عن دماء خضبة أرضه فداءا ونماء وبناء و أعمار.

إن معلومات الخارطة  التي ترسم الان و يغذي بها البعض اذهان جيل المستقبل  عن طريق الحواس تاثيرا على العاطفة و بعيدا عن المنطق الذي تتحكم فيه ثلاث مرشحات أساسية هي (الحواس، اللغة، القيم والمعتقدات) يجب أن تخضع تلك المعلومات لهذه المرشحات اذا أردنا للواقع ان يكون خيرا ونماءا بعيدا عن تلكم الخارطة الحمراء ذات الحدود قاتمة السواد.

يظل السودان واقعا عشناه ويجب أن نعيشه بكل مكونات جماله التي عرفناها وعشقناها تفردا في كل شئ به من القوة مايكفي للانطلاق وبه من الضعف ما يمكن تقويته توجد تحديات نعم ولكن الفرص أكبر لا تجعلوا الخارطة الحمراء اطارا يحد من استغلال القدرات ومن أراد أن يفعل عليه بالبحث له ولمن تبعه عن أرض أخرى يخط عليها خارطته تلك.

أحدث أقدم