دخلت الحرب في السودان منعطفا خطرا بانخراط الحركات المسلحة في الاقتتال ومغادرتها مربع الحياد المعلن منذ بداية الاشتباكات بين الجيش والمليشيا المتمردة.
وينذر انخراط الحركات المسلحة بإطالة أمد الحرب لما له من تداعيات أمنية واجتماعية خطرة.
لم يخفق الجيش السوداني في استمالة القبائل للقتال إلى جواره فقط، بل بدأ يفقد موقف الحياد الذي رفعته غالبية الحركات المسلحة التي تمسّكت بعدم القتال معه وتحييد اتفاق جويا للسلام الموقع مع الخرطوم وما ترتب عليه من ترتيبات أمنية، حيث أعلنت حركة المليشيا “تمازج” انضمام قواتها إلى صفوف المليشيا المتمردة، ما يفضي إلى حدوث تغيرات على الأرض الفترة المقبلة إذا انفرط عقد التمسك بالحياد.
وجاءت خطوة المليشيا “تمازج” عقب تقارير قالت إن القيادات الأربع التي قام زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قبل أيام بفصلها من المليشيا قررت الانضمام والعناصر القتالية الموالية لها إلى المليشيا المتمردة، في وقت تواترت فيه معلومات حول خيبة أمل الجيش في استمالة العديد من القبائل العربية والأفريقية للانضمام إلى القتال بجواره، بل إعلان بعضها رسميا الانخراط في صفوف المليشيا المتمردة.
وأعلنت حركة المليشيا “تمازج” انضمام قواتها المليشيا المتمردة، ما يعني انسحابها عمليا من الكتلة الديمقراطية في تحالف الحرية والتغيير المعروف أنها دعمت سياسيا قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان قبل اندلاع الحرب ومثلت الجبهة المقابلة للمجلس المركزي في الحرية والتغيير الذي تمسّك بتسليم الجيش السلطة.