آراء


بقلم ✍️ الدكتور أسامة محمد عثمان حمد – مستشار الحوكمة وتطوير الأعمال

السودان خيارات الحرب والانفصال

عرف السودان فى تاريخه القديم بعدة أسماء مثل تاسيتى وتانحسو واثيوبيا ولكن من أشهرها وأشملها اسم كوش (KUSH  ) . وبرز اسم السودان فى القرون الوسطى حيث أُطلق فى البدء على كل الأقاليم الممتدة جنوب الصحراء الكبرى من البحر الأحمر وحتى المحيط الأطلسي .

 وفى القرن التاسع عشر انحصر اسم السودان على الحدود الحالية للسودان خاصة خلال فترة الحكم الأجنبي ( التركي) للسودان وبعد انتهاء مرحلة السيطرة الأجنبية أصبح اسم جمهورية السودان هو الاسم الرسمي  المعترف به دولياً وفق حدوده السياسية القائمة حاليا قبل إنفصال جنوبه .

شهد القرن العشرون نمو القومية السودانية التي تكونت لمناهضة الاستعمار الانجليزي الذي قضى على الدولة المهدية، وفي عام 1953 منحت بريطانيا السودان الحكم الذاتي. تم إعلان الاستقلال في 1 يناير 1956.

يظل السودان دولة كونت في ذلك التاريخ  على غير تراض وتوافق تام بين مكوناتها بواسطة مستعمر رغب في أن يصنع دولة ظلت ومازالت تغلى كالمرجل منذ تأسيسها نسبة لعلمه التام بكم ونوع الموارد التي تتمتع بها هذه الدولة سواء ماديه او بشرية السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن حريصون على أن نستمر وطن واحد متوافقين مع بعضنا دون وصاية من احد لكي نتمكن من الاستفادة من هذه الموارد الضخمة المتنوعة ام لا…

اذا كنا جميعا نرغب في أن نظل دولة واحده اذا تعالوا الي كلمة سواء لكي نبني وطن واحد قوي متماسك!

اذا لم نرغب فحسن الجوار بيننا سلاما يمكن كل جزء من استغلال موارده متبادل المنفعة مع جاره! ولتكن لنا تجربة إنفصال الجنوب عظة نتعظ بها ومنها نتعلم ونستخلص العبر فضعوها في الميزان.

فليس من الحكمة ان يتسلط جزء على اخر ولا يدعي اخر ان سبب فشله آخرون…وليس من الحكمة ان تقف موقف المتفرج في مثل هذه الحالة وانت تشغل موقعا دستوريا وتدعي انك جزء من هذا الوطن حريص على أمنه وسلامه ولديك قوات تنتظر توقف الحرب لترتب لها وضعها الامني داخل القوات المسلحة فكيف يكون ذلك فالحياد هنا خيانة لهذا الوطن ومواطنيه… وان دلل هذا الي شئ فإنما يدلل على وجوب اتخاذ قرار كان لابد منه بل تأخر كثيرا

و تجارب الدول كثيرة يمكن الاستفادة منها دون أن تزهق الأرواح وتهدر الموارد…

وليس ببعيد عنا تجربة يوغسلافيا التي تحولت إلى دوليات كل منها أصبح قوة اقتصادية بذاتها…بعد ان استحالة الحفاظ على كيان يوغسلافيا الموحدة…

وتجربة التشيك والسلوفاك تجربة سلمية في المفاصلة و الجوار حوارا دون حروب واقتتال…

مالذي يجعلنا بدعا من بين الدول نحرص على وحدة تنهك قوانا دون توافق و كيانات تبحث عن سلطة بين ركام المدن وجماحم ضحايا الحروب استقلالا لتلك الظروف المصنوعة رغم تراكمها منذ القدم دون أي قدرة لهم لتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه صناعتها و إظهار قدرتهم في إيجاد الحلول لها لأن ذلك له تضاد واضح مع مصالحهم ومصالح الوصاية…

أحدث أقدم