استمرار اعتصام اللاجئين السودانيين في اثيوبيا للأسبوع الثاني وسط قلق اثيوبي وأممي

 










أسد الغابة” اسم لمولود جديد في الغابة التي تبعد كيلومترين عن معسكر أولالا في إقليم الأمهرا بإثيوبيا والتي يعتصم بها آلاف اللاجئين للأسبوع الثاني بسبب الأوضاع الأمنية بالمعسكر وللمطالبة بالإجلاء إلى مكان أكثر أمناً.

وفرّ آلاف اللاجئين، ومعظمهم من السودانيين، من معسكري كومر وأولالا بإقليم الامهرا الأسبوع الماضي بسبب الاعتداءات المتكررة من المجتمع المحلي.

المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين في القرن الافريقي وشرق افريقيا فيث كسيني قالت “إن المفوضية وشريكتها منظمة الرؤية العالمية الدولية جهزت وسيرت عيادة صحية متنقلة في المنطقة لتقديم الدعم الطبي، إذا لزم الأمر.” كما أعلنت دائرة اللاجئين والعائدين الاثيوبية الرسمية في بيان الأربعاء إنه تم نشر فريق صحي متنقل لتقديم المساعدة الطبية للاجئين وطالبي اللجوء.

ويعتصم المئات أمام مركز الشرطة بالقرب من معسكر كومر المجاور لمعسكر أولالا بعد أن غادروا معسكرهم وخيامهم منذ أكثر منذ أكثر من أسبوع، بسبب إطلاق الرصاص المتكرر داخل المعسكر بواسطة المليشيات المحلية، وكان آخرها الأسبوع الماضي حيث استمر إطلاق النار لمدة ثلث ساعة.
وبحسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين فإن أكثر من 53,500 لاجئا إلى البلاد عبروا الحدود إلى السودان، نصفهم تقريبا في إقليم الأمهرا والنصف الآخر في إقليم بني شنقول قمز.
ويستضيف معسكر كومر للاجئين حوالي 6,500 شخص، معظمهم من السودان وإريتريا وجنوب السودان بينما يضم معسكر أولالا للاجئين 2,000 شخص، معظمهم من اللاجئين السودانيين وجنوب السودان.

أعربت دائرة اللاجئين والعائدين الاثيوبية الحكومية عن قلقها إزاء أوضاع اللاجئين في معسكري أولالا وكومر في اقليم الأمهرا بإثيوبيا. وأوضحت، في بيان، إن الحكومة الإثيوبية تدرك التحديات المتعلقة بالخدمات والسلامة التي واجهها اللاجئون في المعسكرات مؤكدة التزامها بمعالجة الفجوات بالتعاون الوثيق مع شركائها الإنسانيين المحليين والإقليميين والدوليين.

وأوضحت الدائرة إنها تعمل بالتعاون مع السلطات الإقليمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاء آخرين، للاستجابة السريعة للوضع، كما تعمل مع اللاجئين على معالجة مخاوفهم المتعلقة بالسلامة وتحسين الخدمات الأساسية، على الرغم من محدودية الموارد. وقالت إن السلطات المحلية بذلت كافة الجهود لضمان سلامتهم وأمنهم

وأكدت الدائرة إن الاستجابة الشاملة للاجئين في إثيوبيا تواجه حاليًا اختناقات خطيرة بسبب محدودية الموارد، مما أعاق تقديم الخدمات المطلوبة بما في ذلك موقعي أولالا وكومر للاجئين. وأضافت ” منذ بداية الصراع المستمر في السودان وحده، استقبلت إثيوبيا عددًا كبيرًا من اللاجئين السودانيين.

علاوة على ذلك، فإن العدد المتزايد من اللاجئين يضغط على عملية اللاجئين التي تعاني بالفعل من نقص الموارد في إثيوبيا”.

ونبه إلى عدم تأمين الدعم الدولي المطلوب لجميع مواقع اللاجئين في حالات الطوارئ في إثيوبيا بشكل كافٍ في عام 2024. بسبب شح الموارد المخصصة لخدمات اللاجئين في عام 2023، تكرر الحكومة دعواتها إلى المجتمع الدولي الشركاء لتعزيز التعاون في توفير الدعم المالي الكافي والسريع لمواقع اللاجئين في جميع أنحاء البلاد على أساس مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات.

وردا على سؤال للمتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين في القرن الإفريقي وشرق افريقيا “فيث كيسيني”، قالت إنه في الأول من مايو خرج ما يقرب من ألف لاجئ، معظمهم من السودان، احتجاجا من معسكر أولالا للاجئين في منطقة شمال غوندر في إقليم أمهرا باتجاه الطريق السريع المتمة مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالسلامة والخدمات المحدودة في الموقع.

وأشارت إلى أن مجموعة أخرى تضم أكثر من 300 لاجئ من موقع كومر البقاء على الطريق بالقرب من مركز للشرطة الاتحادية، مشيرة أيضا إلى مخاوف أمنية. وأكد تواصل فرق المفوضية والفرق العاملة على الأرض مع اللاجئين لإجراء مناقشات مع المجموعتين للتوصل إلى حل.

وأوضحت إن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تتواصل، مع دائرة اللاجئين والعائدين في إثيوبيا والسلطات الإقليمية، مع اللاجئين وقيادتهم لإبلاغهم بالخطوات التي تتخذها المفوضية وحكومة إثيوبيا لمعالجة الوضع، والتي تشمل زيادة دوريات الشرطة. ونبهت إلى عودة بعض اللاجئين إلى المواقع. بينما واصل معظمهم الإقامة على جانب الطريق، على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من معسكر أولالا فيما تتواصل الجهود لإقناع بقية المجموعة بالعودة إلى الموقع، توفر السلطات المحلية أمنهم.
وأعربت المفوضية عن قلقها إزاء الوضع الأمني الصعب في مواقع اللاجئين وحولها، بما في ذلك بعض التقارير عن وجود متسللين مسلحين، والخسائر التي تكبدتها للاجئين الذين مروا بالفعل بالكثير بعد فرارهم من الصراع في السودان. نواصل الدعوة مع السلطات لإيجاد حل قابل للتطبيق. وتواصل المفوضية الدعوة إلى زيادة الدعم لتعزيز توفير الأمن والخدمات الأساسية.

ودفع اللاجئون في معسكر كومر بمذكرة إلى ممثلي المفوضية السامية لشئون اللاجئين، في ابريل الماضي، مشيرين إلى تعرضهم للقتل والاختطاف طلباً للفدية، والقتل، والأذى الجسيم النهب والتهديد بالقتل، وإطلاق النار العشوائي وتقييد حركة اللاجئين، بجانب عدم توفر التعليم والرعاية الصحية ونقص الغذاء والماء. فضلاً عن عدم توفر شبكة الاتصالات والإنترنت.
وأشارت المذكرة إلى إصابة ثلاثة لاجئين بعاهة مستديمة من بينهم سوداني، وإصابة خمسة لاجئين بالأذى الجسيم إثر اصابتهم بطلقات نارية أو الطعن بالسكين من بينهم اثنين من السودانيين تعرضا للاختطاف والطعن بالسكين.
و أن عدد الذين تعرضوا للانتهاكات تجاوز 10٪ من العدد الإجمالي للاجئين في المعسكرات مشيرين إلى وقوع 743 جريمة منذ انشاء معسكر كومر في مايو 2023. حيث، بلغت جرائم التهديد بالبنادق والتفتيش القسري 280 حادثة. وأكدوا إن الجرائم في ازدياد مع افلات الجناة من العدالة وعدم قدرة السلطات على توفير الأمن.
وكشفت اختصاصية نفسية من معسكر كومر إن أكثر من مائة لاجئ أصيبوا بأمراض نفسية بسبب الأوضاع بالمعسكر ويتلقون العلاج اللازم.

وطرح عدد من السودانيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مبادرة للتواصل مع السلطات الإثيوبية من أجل السماح باللاجئين بالدخول إلى أديس أبابا.

وبشأن دعوة وزير الخارجية السوداني ، الذي يزور اثيوبيا حاليا، لنظيره السودانية بالتعامل مع اللاجئين السودانيين اسوة بالتعاون مع اللاجئين الاثيوبيين بالسودان.

أحدث أقدم