السودان: تفاصيل جديدة تكشف عن الأسباب وراء تصعيد العمليات العسكرية في كردفان

 


شهدت ولاية شمال كردفان منذ الاثنين الماضي، معارك ضارية بين الجيش الهجانة و مليشيا الدعم السريع، وامتلأت مستشفيات مدينة الرهد أبو دكنة، والدبيبات بمصابي مليشيا الدعم السريع، وألحقت الهجانة خسائر في الأرواح تقدر بالمئات في صفوف المليشيا.

وهاجم الجيش على محورين بالتزامن، ومن خلال متحركين، أحدهما قادم من مدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض، واشتبك مع على طريق الأسفلت في مدينة ود عشانا، وتقدم حتى منطقة الغبشة القريبة من مدينة أم روابة التي تتمركز فيها مليشيا الدعم السريع بشكل رئيسي.

وتحرك المحور الثاني بحسب مصادر من مدينة الأبيض شرقاً، واشتبك مع المليشيا في منطقة “جبل كردفان” التي تضم قاعدة عسكرية استراتيجية ، والسيطرة على هذا المعسكر، حيث أكد إعلام الجيش استعادته.

وبحسب شهود، فإن مجموعة من المليشيا تمكنت من دخول مقر قوات الاحتياطي المركزي في مدينة الأبيض لأول مرة ، ولكن الجيش استعادة السيطرة عليه خلال ساعات قليلة.

وهي المرة الأولى التي تخرج فيها الفرقة الخامسة مشاة الهجانة التابعة للجيش، إلى هجوم كبير  ، تفرض ما يشبه الحصار الكامل على الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان

وبحسب الخبير العسكري أمين إسماعيل مجذوب، فإن تحركات الجيش كانت نتاجاً لحصار طويل على مدينة الأبيض وإغلاق الطريق القومي الذي يربطها مع كوستي والخرطوم، وتدمير إمدادات المياه للمدينة، فكان لزاماً اتخاذ هذه الهجمات لفتح الطرق القومي أولا، واسترداد منطقة جبل كردفان التي يقع فيها مركز التدريب القتالي والدروع الخاص بالهجانة، مما يعطي أفضلية لتأمين المطار”.

ويضيف “تحول الجيش من الدفاع إلى الهجوم وما تم في كردفان ليس بمعزل عن المتحركات الأخرى في الخرطوم ومصفاة النفط، وولاية الجزيرة فهناك تنسيق بينها للانطلاق في زمن واحد، وسوف تنجح هذه الاستراتيجية في تأمين شمال كردفان، وفتح الطريق لفك الحصار عن مدينة الفاشر بإقليم دارفور غربي البلاد”.

ويأتي تصاعد وتيرة القتال في كردفان في ظل تراجع مضطرد في الأوضاع الإنسانية للمدنيين الذين يعيشون تحت وطأة حرب ضارية، وتجلت المأساة في ندرة وغلاء المواد الغذائية وشح الأدوية، وذلك نتيجة لانعدام المسارات الإنسانية الآمنة.

خلال الأسبوع الماضي وقع الجيش والحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو في عاصمة جنوب السودان جوبا، اتفاقية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان ومناطق سيطرة الحركة في إقليم جبال النوبة، لكن ثمة تعقيدات تعتري وصول العون الإنساني في ظل سيطرة مليشيا الدعم السريع على مسارات رئيسية.

أحدث أقدم